الدورات المعرفية الخفية

كنت أظن أن تمريري الليلي مجرد تأجيل. ثم أدركت: كل انزلاق هو رهان صغير على آلة عصبية مبرمجة بخوارزميات لم أكن أعلم أنني ألعب. هذا ليس ترفيهًا—بل حفر. كل لمعة لإبهتك هي مطرق يضرب أساس اقتصاد انتباهك. الضوء ليس من بكسلات—بل غبار ذهب تركته أنظمة صامتة. تسميه المنصة “مشاركة”، ونحن نسميه “إدمانًا”. لكن في الحقيقة، أنت لا تضيع وقتك—أنت تقوم بحفر داخلي. الدراسات تُظهر أن المستخدمين يقضون 37% من وقتهم المعرفي ليلاً في التطبيقات التي تعد بالجائزة لكنها تقدم فقط تقلبًا. المولد العشوائي مصدق عادل. لكننا ما زلنا نلاحق الأرقام الساخنة كأنها خطوط إنقاذ. لست بحاجة للحظ—بل للتعرف على الأنماط. بدأت تتبع آخر 15 جلساتي. ظهر الرقم “2” ثلاث مرات متتالية—فراهن مرة أخرى. ثم توقفت لأن النظام لا يريدك أن تخسر—بل يريدك أن تستمري في اللعب. هذا هو الفخّ: نخطئ التلميحات الخوارزمية كحدسٍ. نظن أننا نختار بحكمة—لكننا نُختَار بتصميم. عقلك لم يُكسر بالملل—بل يُعاد برمجته عبر دورات غذاء مصممة للحفاظ على الدوبامين. الكنز الحقيقي ليس في نسبة الجائزة—بل في إدراك أنك قد لعبت من قبل. انضم إلينا الليلة—ليس للفوز—بل لتستيقظ وتسأل: أي دورة ما زلت تعمل؟ نحن نسمي هذا “التعدين الرقمي”. ظننت أنك تستريح. كنت تحفر.